الخطوط الجوية الداخلية: فاعل جديد في النقل الجوي بالجزائر لتعزيز الربط المحلي

في خطوة تعكس تحوّلاً استراتيجيًا في قطاع النقل الجوي الجزائري، تم يوم الخميس 3 جويلية 2025، الإعلان الرسمي عن الهوية البصرية للشركة الوطنية الجديدة "الخطوط الجوية الداخلية – Domestic Airlines"، والتي يُرتقب أن تباشر نشاطها خلال الشهر الجاري، وذلك عقب استكمال عملية نقل ملكية شركة "طيران الطاسيلي" إلى الخطوط الجوية الجزائرية.

وقد جرى هذا الإعلان في حفل رسمي بالعاصمة الجزائرية، بحضور وزير النقل، السيد السعيد سعيود، المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، السيد حمزة بن حمودة، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، السيد رشيد حشيشي، إلى جانب مسؤولين من الجمارك، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مجلس التجديد الاقتصادي، منظمات أرباب العمل، وسفير إيطاليا بالجزائر، السيد ألبرتو كوتيل.

وجاءت الهوية البصرية الجديدة بألوان مستلهمة من الطابع الوطني الكلاسيكي، حيث يهيمن اللون الأخضر على الشعار، مع لمسات من الأحمر، في تصميم يرمز للهوية الجزائرية.

وتندرج هذه الخطوة في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التي صدرت خلال اجتماع مجلس الوزراء، والتي نصّت على إنشاء شركة وطنية تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، تُعنى حصريًا بالنقل الجوي الداخلي، بهدف تحسين الربط بين ولايات الوطن، لا سيما في الجنوب والهضاب العليا، وتعزيز جودة الخدمات المقدّمة للمواطنين.

وبناءً على هذه التوجيهات، تم خلال شهر جويلية 2025، نقل ملكية شركة "طيران الطاسيلي" من مجمع سوناطراك (عبر شركته القابضة للأنشطة الخارجية والدعم) إلى شركة الخطوط الجوية الجزائرية، بموجب اتفاقية رسمية.

وفي إطار دعم قدراتها التشغيلية، وقّعت الخطوط الجوية الجزائرية اتفاقية مع مصنع الطائرات الأوروبي ATR لاقتناء 16 طائرة جديدة من طراز ATR، سيتم تخصيصها بالكامل لصالح شركة "الخطوط الجوية الداخلية".

وقد وقّع الاتفاق السيد رابح ميدو ممثلًا عن الخطوط الجوية الجزائرية، والسيد ألكسيس فيدال، نائب رئيس شركة ATR ومديرها التجاري، وذلك بحضور وزير النقل وعدد من الشخصيات الاقتصادية والعسكرية والبرلمانية.

وأكد الوزير سعيود أن تسليم الطائرات سيبدأ ابتداءً من سنة 2026، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يُعد جزءًا من خطة شاملة "لتغيير وجه النقل الجوي في الجزائر"، من خلال تعزيز التغطية الجوية لمختلف مناطق البلاد.

من جهته، أوضح السيد حمزة بن حمودة أن هذه الصفقة تندرج ضمن خطة استثمارية متكاملة تهدف إلى تعزيز قدرات الأسطول الجديد، وتمهيد الطريق نحو توسيع فعلي لشبكة الرحلات الداخلية، خصوصًا في ظل الحاجة المتزايدة لوسائل نقل فعالة وسريعة تربط بين ولايات الشمال والجنوب.

أما ممثل شركة ATR، فقد عبّر عن فخره بهذه الشراكة، مؤكدًا أن الصفقة ستجعل من الجزائر "واحدة من أكبر مشغلي طائرات ATR في العالم"، مشيرًا إلى أن الخطوط الجوية الجزائرية باتت اليوم "الشريك الإفريقي الأهم" للمصنّع الأوروبي.

وأضاف أن الطائرات الجديدة ستكون مزودة بمحركات مطوّرة، وأنظمة قيادة حديثة، وتجهيزات راحة محسّنة، مما يضمن تجربة سفر أفضل للركاب، وكفاءة تشغيلية عالية، حتى في ظل الظروف الجوية والمناخية المتنوعة التي تشهدها الجزائر.