جيلي للسيارات : تجربة فريدة من نوعها .. وسيارات مميزة قادمة قريبا إلى الجزائر
لا شك أن علامة جيلي قد خطفت الأنظار بنماذجها الجديدة والحديثة التي أطلقتها في شهر ديسمبر في الجزائر، ولا شك أن العلامة قد شهدت تطورا عالميا بارزا في السنوات الأخيرة، والذي لمسه السوق الجزائري مباشرة بعد عودة العلامة عبر وكيلها الجديد – سوديفام- بهوية جديدة، وحتى بتكنلوجيا وإستراتيجية جديدة، تسبق ما كانت توفر العلامة سابقا بسنوات ضوئية.
هذا التطور، تمكنا من معاينته عن كثب، من خلال رحلة إكتشاف للعلامة الصينية– نظمتها جيلي للصحافة والمؤثرين العالميين- بهدف التعريف المفصل بالعلامة، منتجاتها، و حتى بهويتها وأهدافها العالمية إضافة إلى الإستراتيجية المنتهجة لإكتساح أكبر الأسواق، وجعل جيلي ضمن أبرز العلامات.
بدءا من سنة 1986 كشركة لتصنيع قطع الثلاجات والمبردات في تايتشو، مقاطعة تشجيانغ، إلى أكبر الشركات المصنعة للسيارات في الصين سنة في سنة 2024، يمكن القول أن " جيلي" تترجم حقا للاسم الأصلي للشركة، والذي يعني "موفق" في اللغة الصينية، لأنها وُفقت حقا في كسب ملايين من الزبائن العالميين، ووُفقت كذلك في وضع إسمها ضمن كبار الشركات والعلامات الناشطة في مجال تصنيع وتسويق السيارات.
"غالاكسي" لترجمة تطور العلامة في معرض بكين الدولي للسيارات في الصين، و " ستارشيب / StarShip" نجمة العرض
بمساحة تفوق الـ 220 ألف متر مربع، فتح معرض بكين الدولي للسيارات في الصين أبوابه أمام فريق أوتوبيب لإكتشاف جناح جيلي الذي برز عبر عرض أحدث نماذجها التي تنتمي إلى فئة غالاغسي " Galaxy" و التي أزيح عنها الستار في فيفري 2023، كعلامة فرعية – بشعار خاص شبيه بشعار جيلي ولكن بشكل " مربع" – توفر حصريا سيارات الطاقات الجديدة، من السيارات الهجينة، والسيارات الكهربائية.
وعلى الرغم من التوافد الكبير على جناح جيلي، تمكنا من إكتشاف هذه النماذج بعناية، بداية من الـ L7 التي تنتمي إلى فئة السيارات الرياضية متعددة الإستخدامات المدمجة " Compact Suv" ، والتي كانت أول سيارة تطلق تحت مظلة علامة غالاكسي، لتوفر تنقلا هجينا بوحدة طاقة تجمع بين محرك بنزين سعة 1.5 لتر ومحرك كهربائي موضوع في المحور الأمامي لتوليد قوة إجمالية تصل إلى 390 حصان بالنسبة للنسخة ثنائية الدفع، أما بالنسبة لنسخة الدفع الرباعي، يضاف إلى هذا التخصيص محرك كهربائي آخر في المحور الخلفي لترتفع القوة الإجمالية إلى 660 حصان.
وحدة الطاقة السابقة الذكر تقوم بنقل منصة جيلي CMA المحدثة، والتي تم تطويرها في السويد مع علامة فولفو – ما يفسر ثبات السيارة وتحكمها الجيد الذي شعرنا به أثناء إختبارنا للسيارة –، إضافة إلى هيكل خارجي بتصميم خارج عن المألوف، ومميز لعلامة غالاكسي، مع مقصورة قيادة متطورة، تركز أكثر على الرحابة وتجربة القيادة.
نفس المنصة ونفس الفلسفة، وحتى نفس المحرك تم نقله إلى ثاني سيارة لتشكيلة غالاكسي من جيلي، والمتمثلة في سيارة السيدان L6،التي كانت حاظرة كذلك في جناح جيلي، والتي إستقطبت عددا هائلا من الزبائن كونها تنتمي إلى فئة السيارات الأكثر طلبا في الصين.
كما تألقت الجيلي غالاكسي E8 الكهربائية كليا في جناح جيلي، ليس من خلال تصميمها الخارجي الخاص، وليس عبر داخليتها الفريدة من نوعها بفضل مواد ذات جودة عالية وشاشة أفقية كبيرة الحجم توفر كل من لوحة عدادات رقمية وشاشة ترفيه وسطية وشاشة عرض للراكب بدقة 8k، وطبعا ليس بمحركها الكهربائي الذي يولد قوة 637 حصان، ولا مداها الكهربائي الذي يصل إلى 665 كلم. بل تألقت عبر توفيرها لكل ما سبق بسعر إبتدائي يقل عن 25 ألف دولار أمريكي.
أما نجمة العرض في جناح جيلي فقد كانت أخر سيارة نموذجية للعلامة الصينية، الستارشيب – StarShip- والتي تعني سفينة النجوم باللغة العربية"، حيث أزاحت جيلي الستار عنها لتكشف عن نموذج يتفسر "توسع الكون من الأمواج" - لغة التصميم التي تتبناها جيلي - .
هذا النموذج يظهر تقنيات جيلي الابتكارية الأساسية في مجالات الكهرباء والرقمنة والذكاء الاصطناعي، بحيث تعتمد الستارشيب على الذكاء الإصطناعي للتحكم في السيارة في الحالات الإضطرارية، وهذا بفضل وقت رد الفعل المنخفض لهذا النضام – حسب الرئيس التنفيذي لعلامة جيلي – والذي يصل إلى 4 أجزاء من الثانية، أي أسرع بـ 25 من وقت رد فعل الإنسان.
عموما، قدمت جيلي سيارات مبتكرة في هذا المعرض، والذي ستأخذه كمعيار لمشاركتها في معرض الجزائر الدولي للسيارات، حيث ستقوم ذات العلامة بعرض بعض نماذج علامة غالاكسي من L7 و E8 إضافة إلى نماذج جديدة أخرى كسيارة Tugella و Preface L ، حسب ما صرح لنا حصريا ممثل العلامة في الجزائر.
إمغراند الأسواق الجزائرية بنفس معايير النسخ العالمية، ومركبة كل دقيقة في مصنع شانغ شينغ
ثاني محطات الزيارة كانت مصنع علامة جيلي في مقاطعة شانغ شينغ " Changxing "، أحد أكبر المصانع لمجموعة جيلي القابضة، والذي يعمل جنبا إلى جنب مع 13 مصنع آخر موزعين في المقاطعات الصينية للمساهمة في جعل الصين من أكبر البلدان المنتجة للسيارات في العالم.
وقبل زيارتنا لخطوط الإنتاج، تفتخر جيلي من خلال الحائط الموجود في مدخل مقر المصنع، والذي يعرض تمركز المجموعة في كل من كوفنتري ( إنجلترا)، غوتنبرغ ( السويد)، فرانكفورت ( ألمانيا)، هانغزو ونينغبو (الصين)، من خلال خمسة 05 مراكز للبحث والتطوير.
إضافة إلى تمركز المجموعة في كل من غوتنبرغ ( السويد)، برشلونة (إسبانيا)، كاليفورنيا( أمريكا)، كوفنتري ( إنجلترا)،شانغهاي (الصين)، من خلال 5 مراكز خاصة بالتصميم.
هذا الحائط الذي يعرض إنتشار مجموعة جيلي في العالم، يذكر أيضا أن المجموعة متواجدة في العالم من خلال 4 مصانع خارج الصين، يضاف إليها وحدة تجميع السيارات في الجزائر التي يتم العمل على إطلاقها في السنوات القادمة.
أما بخصوص مصنع جيلي في مقاطعة شانغ شينغ " Changxing " المتواجد على ضفة بحيرة تايهو، أحد أكبر البحيرات في الصين ، فيمكن القول أنه من أحدث ما توصلت إليه صناعة السيارات في العالم، وهذا كونه يعتمد على الجيل الخامس من الإنترنت الصناعية 5g+، وعلى الذكاء الإصطناعي الدقيق كمرحلة إضافية لمراقبة الجودة، وعلى أنظمة مراقبة سلوك العمال، مراقبة التجهيز، مراقبة المنشآت الخارجية، وغيرها من الأنظمة التي تعمل على جعل إنتاج السيارات أكثر فعالية.
هذا المصنع الذي يتربع على مساحة إجمالية تصل إلى مليون متر مربع، منها 340 ألف متر مربع مغطات بألواح الطاقة الشمسية لتغيته بحوالي 45% من الطاقة المستهلكة يوميا، وتقوم بإنتاج 30 مليون كيلوواط ساعي سنويا، كما يعتمد المصنع على تقنية التصنيع الخضراء من خلال رسكلة عديد من المواد من مياه الصرف، النفايات، والنفايات الضارة.
من خلال هذه الإستراتيجية، يقوم مصنع جيلي في شانغشين بخفض إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 14 ألف طن في السنة مقارنة بالمصانع الأخرى.
كلل هذا يسمح للمصنع بالوصول إلى نسبة 40% فيما يخص إستعمال الطاقة الخضراء، ما يمثل رقما جيدا جدا في مجال صناعة السيارات.
كما يحوز المصنع على خطوط إنتاج خاصة بكل من إمغراند -المسوقة في الجزائر والتي تصنع في هذا المصنع-، بينراي كول أو SS12 التي سيتم تسويقها مستقبلا في اللجزائر وتنتج كذلك في هذا المصنع، وسيارة Smart الكهربائية كليا التي تصنع بشراكة مع مجموعة دايملر الألمانية.
كل هذه النماذج تخضع لنفس معايير الإنتاج ونفس معايير مراقبة الجودة، ما يعني أن السيارات الموجهة للجزائر، تخضع لنفس المعايير، وما يختلف هو المواصفات فقط.
كما تقوم خطوط الإنتاج السابقة الذكر بإخراج سيارة كل 60 ثانية ( دقيقة)، مع إمكانية الوصول إلى طاقة إنتاجية مقدرة بـ 300 ألف مركبة سنويا، مع المرور بطبيعة الحال على كل مراحل الإنتاج من القولبة، اللحام، الطلاء، التجميع، ومن ثم التوزيع في مركز التوزيع المتواجد داخل المصنع، بعد مراقبة الجودة الفعالة التي تقوم بها جيلي.
تجارب القيادة لسيارات جيلي ... هياكل متوازنة جدا ولكن !
ثالث محطة لفريق أوتوبيب كانت تجارب القيادة لبعض نماذج جيلي، منها الستارراي المسوقة في الجزائر، المونجارو، E8 و L7، وفي كل هذه النماذج، نقطة إيجابية مشتركة .. توازن الهيكل، حيث تقدم سيارات جيلي المجربة تحكما ممتازا، إحساسا بالدقة في التوجيه، قلة ميلان الهيكل، و شعورا بالأمان.
بالنسبة لكاتبكم هذا، وفي مضمار الإختبار الذي يحتوي على منعرجات عديدة، منطقة تسارع، ومنطقة ممهلات، قدمت الستارراي المسوقة في الجزائر التجربة الأكثر توازنا، بين رحابة، رياضية، تحكم، وأمان، أما المونجارو فكان محركها يبحث عن نفس آخر نوعا ما، ولكن مع تقديم أرقى وأفخم تجربة فيما يخص الرحابة والراحة الداخلية.
أما الـ E8 فتميزت بتسارع وإستجابة مبهرة بفضل محركها الكهربائي وعزمها اللحضي، ولكن ميل السيارة في المنعرجات كان يقلل من رياضية السيارة نوعا ما، دون المساس برحابة والراحة في السيارة، هذه النقطة غائبة في الـ L7 التي قدمت تجربة متوسطة جدا – ولكن مقبولة- في كل الإختبارات.
عموما، ترتقي تجربة القيادة التي توفرها سيارات جيلي إلى تجربة السيارات الأوروبية في عديد من النواحي، ولكن تبقى التجربة الحقيقة والأكثر أهمية هي التجربة المقدمة على المدى الطويل.
نائب رئيس مجموعة جيلي للسيارات : الأولوية لخدمات ما بعد البيع، و الإنتاج المحلي ضمن إستراجية جيلي العالمية
في آخر محطات إكتشافنا لعلامة جيلي، تمكن فريق أوتوبيب من إجراء مقابلة مع السيد مايكل سونج، نائب رئيس مجموعة جيلي للسيارات، والمدير العام لشركة جيلي الدولية للسيارات، وفي ما يلي المقابلة الكاملة :
س: كيف تنظرون إلى أداء جيلي في السوق الجزائري ؟ هل يمكنكم تقديم تقييم وإحصائيات للمنتجات المتوفرة في السوق منذ أطلاق العلامة في ديسمبر 2023.
ج: في السوق الأفريقية، لم تكن الجزائر أول سوق دخلناه، وهي سوق مميزة للغاية. في المدى القصير، نرى أن السوق الجزائرية تمثل سوقا كبيرة جدًا وبإمكانيات عالية. علاوة على ذلك، نعتقد أن هناك العديد من التغييرات التب ستحدث في السوق المحلية في المدى القصير. لذلك، في نهاية العام الماضي، قمنا بإطلاق علامة جيلي في السوق، وتم طرح العديد من المنتجات تحت هذه العلامة بشكل متتالي. خلال الشهرين الأولين، تمكنا من الوصول إلى 10.000 ألف طلب، ليرتفع إلى 38.000 ألف طلب بحلول شهر أفريل.
كان حجم السوق في الأصل 300،000 وحدة سنويًا، لذلك أشعر أن فترة ذروة لسوق الجزائر ليست الفترة الحالية، ويمكن تحقيق أداء أفضل في المستقبل (بتسجيل نقص بمليوني مركبة). حجر الأساس للتعاون بين الصين والجزائر مبني على قاعدة صلبة، والتكامل في الصناعة قوي بشكل خاص في المستقبل، لذلك نحن متفائلون بشأن هذا السوق، وسنقوم بتنميته بثبات لفترة طويلة.
أكثر الأسئلة التي أطرحها على فريقنا الجزائري هي كيف يمكننا ضمان خدمة ما بعد البيع الجيدة في وقت قصير للغاية. حتى الآن، لدينا أكثر من 30 نقطة خدمة، لذا في المستقبل، سنبذل مزيدًا من الجهد لضمان أن تتلقى أول دفعة من منتجاتنا دعمًا جيدًا لبناء سمعة جيدة.
س: في آخر أربعة إلى خمسة أشهر، ما هي آخر تطورات مصنع جيلي للسيارات في الجزائر؟ هل يمكنك مشاركتنا بعض التفاصيل؟
ج: السياسة المحلية المنتهجة حاليا لتطوير الصناعة في البلاد دفعتنا وشجعتنا إلى النظر في الإنتاج المحلي. لقد أجرينا محادثات عميقة مع شركائنا المحليين. وعليه ستقوم جيلي بتنفيذ استراتيجية موحدة عالميًا لأنها تتطلب استثمارات كبيرة ووقت طويل، ونحن بحاجة للتأكد من أنه يمكن تحقيقها بشكل ثابت وربحي.
تقدمنا الحالي هو أننا قررنا الانتقال إلى التصنيع المحلي ولكن أفضل خطة لذلك لا تزال في مرحلة التخطيط. سنتخذ موقفًا صارمًا ومفتوحًا لجلب منتجات جيلي الممتازة إلى المستهلكين المحليين من خلال عمليات الإنتاج المحلية.
من جهة أخرى، وفي رد له على أسئلة زملائنا من السعودية والبحرين، أكد السيد مايكل سونغ أن جيلي تعمل على التماشي مع إستراتيجية كل بلاد تريد التواجد فيها، وهذا لإظهار إهتمامها بالسوق المعنية، فعلى سبيل الماثل، ستكتفي جيلي بإستيراد السيارات في الأسواق التي يركز مناخها التجاري على الإستيراد، فيما ستعمل على إقامة مصانع لذات العلامة في الأسواق التي تركز على الإنتاج المحلي.
كما ذكر السيد سونغ أن شركته تهتم بتجربة العملاء والزبائن، وتعمل على تقديم أرقى المنتجات وأحدث التنلوجيات في كل الأسواق، بما في ذلك أرقى مواصفات الراحة والرحابة، الأمان والسلامة، المحركات الهجينة والكهربائية، ومختلف الحلول الطاقوية الرائجة حاليا بين الشركات المصنعة للسيارة.
للتذكير، فقد انضم مايكل إلى مجموعة جيلي للسيارات في عام 2000، وشغل منصب مدير مركز شركة خدمة السيارات جيلي، ورئيس قسم الشبكة، ورئيس قسم المبيعات، ومدير التسويق، ونائب الرئيس التنفيذي، والمدير العام لشركة المبيعات المحلية.
ومنذ عام 2017، كان مسؤولاً بالكامل عن التسويق والإدارة لعلامة جيلي في الصين. خلال هذه الفترة، حصلت جيلي السيارات على لقب الشركة الصينية الأكثر مبيعا لسيارات الركاب لأربع سنوات متتالية (2017-2020).
في الأخير، وبعد إحتكاكنا بثقافة جيلي لمدة 4 أيام، يمكن القول أنها علامة في آخر محطات النضج، وفي طريقها لتصبح أحد أكبر العلامات والشركات المصنعة للسيارات في العالم.
