مقابلة مع هيونداي موتورز: تفاصيل المشروع الصناعي الجديد في الجزائر

أجرى موقع أوتوبيب مقابلة مع السيد طارق إسماعيل مسعد، مدير مجموعة المبيعات والتخطيط في شركة هيونداي موتورز، للحديث عن المشروع الصناعي الجديد للشركة في الجزائر، الذي يمثل خطوة استراتيجية مهمة في السوق المحلية والإفريقية، وتواجد العلامة في السوق الجزائرية .
لماذا الجزائر وجهة هيونداي في إفريقيا؟
سؤال: لماذا تم اختيار الجزائر لتكون وجهة مشروع هيونداي الصناعي الجديد في إفريقيا؟ ما هي المزايا التي وجدتموها في الجزائر؟
جواب: الجزائر سوق واعدة جداً. تمتلك كل الموارد وكل النية للنمو. نحن دائماً نحب أن نشارك في التطوير والنمو، وهذا هو جزء من رؤية مجموعة هيونداي. نحن هنا لنضمن أولاً رضا الزبائن. هيونداي كانت سابقاً رائدة في السوق الجزائرية، وبعد فترة غياب عدنا اليوم في ظل مقاربة حكيمة من الحكومة، التي وضعت سياسة واضحة للإدماج الصناعي، ونحن هنا للالتزام بهذه السياسة.
الموارد البشرية: التكوين والتشغيل
سؤال: تحدثتم عن الموارد. هل يمكن أن تعطونا بعض الأمثلة عن الموارد التي تعتبرونها جذابة؟
جواب: سؤال جيد جداً. على سبيل المثال، نحن نخطط لتوظيف حوالي 1000 عامل في المصنع. وقبل أن نوظفهم مباشرة، سنقوم بتطويرهم من خلال التدريب. هذا التدريب يجب أن يتم، وهو ما تقوم به هيونداي في كل أنحاء العالم. عندما ننشئ مصنعاً، لا ندرب فقط العاملين في خطوط الإنتاج، بل حتى موظفي مراكز الخدمة. ولهذا ستكون مراكز الخدمة لدينا ذات أعلى جودة في القطاع.
حجم الاستثمار: 400 مليون دولار
سؤال: هل يمكن أن تشاركنا تفاصيل أكثر حول حجم استثمار هيونداي في الجزائر؟ الرقم المتداول هو حوالي 400 مليون دولار أمريكي.
جواب: نعم، تقريباً. طبعاً الأرقام قد تختلف مع مراحل التطوير والاستثمار، لكن إذا جمعنا المصنع مع سياسة الإدماج، ومع سعينا لتعميق نسبة المكونات المحلية اعتماداً على البنية التحتية للموردين المحليين، بالإضافة إلى محاولة نقل بعض التكنولوجيا من الموردين الكوريين إلى هنا، فإن الرقم منطقي جداً في ما يخص الاستثمار.
موقع المصنع
سؤال: أين وصل مشروع المصنع الآن؟ هل بدأتم في البناء، أم اخترتم مصنعاً قائماً مثل مصنع "سوفاك" أو أي بنية تحتية أخرى متوفرة؟
جواب: في الصناعة نطلق على هذا الخيار "Greenfield" أو "Brownfield". كلا الخيارين مطروحان الآن للنقاش مع وزارة الصناعة، وسيتم الإعلان عن القرار قريباً.
تاريخ الإنتاج والنماذج الموجهة للتصنيع
سؤال: هل يمكن أن نعرف تاريخ انطلاق الإنتاج المتوقع؟ وأي نماذج سيتم تصنيعها؟
جواب: نحن نخطط للانطلاق في 2026، وهذا هدفنا، طبعاً مرهون باستكمال كل الإعتمادات والوثائق الحكومية.
أما بخصوص النماذج، فنحن نخطط لإنتاج خمسة طرازات: 3 سيارات ركاب و2 مركبات نفعية خفيفة. هذه ستكون مجال التوطين. وبالطبع، بناءً على طلب الزبون الجزائري، نحن مستعدون لتلبية السوق من خلال الاستيراد أيضاً، طبعاً مرتبط بالإعلان عن حصص السيارات " الكوطا" .
النماذج المحددة
سؤال: هل ستكون هذه النماذج مثل i10 أو Creta أو بعض الموديلات المعروضة هنا؟
جواب: بعض هذه النماذج معروضة فعلاً، لكن لا أستطيع أن أكشف عنها الآن.
حجم الإنتاج المستهدف
سؤال: ما هو الحجم المبدئي للإنتاج الذي تستهدفونه محلياً؟
جواب: نحن نستهدف إنتاج 50,000 وحدة. طبعاً سنبدأ تدريجياً، ربما بحوالي 30,000 سيارة في السنة الأولى، حسب ما إذا كانت سنة إنتاج كاملة أم لا. وسنرفع تدريجياً عدد العمال والمهارات لنصل إلى 50,000 وحدة. وإذا زاد الطلب، يمكننا زيادة القدرة الإنتاجية.
البعد الاستراتيجي لمشروع الجزائر في إفريقيا
سؤال: كيف ينسجم هذا المشروع مع استراتيجية هيونداي الأوسع في الشرق الأوسط وإفريقيا، خصوصاً مع إطلاق مشروع في السعودية؟ هل سيكون دور الجزائر مكملاً أو داعماً؟
جواب: سؤال ممتاز. نعم، كل مشروع له استراتيجيته الخاصة. مشروع السعودية موجه لدول مجلس التعاون الخليجي، بينما مشروع الجزائر موجه لشمال إفريقيا وإفريقيا.
في البداية، سننتج للسوق الجزائرية، وبعدها ربما فرص التصدير نحو إفريقيا ستظهر. وبالتالي، سيكون هذا الموقع استراتيجياً جداً بالنسبة لنا.
فرص التصدير
سؤال: إذا توفرت فرص التصدير، هل ستنتهزها هيونداي؟
جواب: بالتأكيد، فهذا جزء من متطلبات الحكومة الخاصة بالتوطين.
التكنولوجيا والإدماج
سؤال: كيف تخطط هيونداي لدمج مصنع الجزائر ضمن الإطار الصناعي الوطني؟ هل سيكون هناك نقل للتكنولوجيا أو تعاون مع الجامعات؟ وما هي المكونات التي ستركزون على إدماجها أولاً؟
جواب: ذكرت نفس الشيء لمعالي وزير التجارة: نحن ننقل التكنولوجيا الكورية إلى السوق الجزائرية ليتم تصنيعها بأيدٍ جزائرية. لدينا ثقة كبيرة بالموارد المحلية. سننتج سيارات بأعلى جودة وبنسبة إدماج مرتفعة. حالياً نقوم بمسح للسوق لتحديد الفئات أو القطع الممكن إدماجها، وسنُصادق على أي مورد يفي بمعايير الجودة المطلوبة، وسنستفيد من أكبر قدر ممكن من الموردين المحليين.
شبكة الموردين المحليين
سؤال: ما هي الخطوات العملية لبناء شبكة من الموردين المحليين في الجزائر؟ هل هناك خارطة طريق أو خطة واضحة؟
جواب: سنستفيد أولاً من شبكة الموردين المتوفرة محلياً، وسنطورها بدعم من كوريا وهيونداي. وإذا احتجنا المزيد، سننقل تكنولوجيا إضافية من كوريا إلى الجزائر.
طموحات السوق الجزائرية
سؤال: بعيداً عن الإنتاج، كيف ترى هيونداي السوق الجزائرية؟ وما هي طموحاتكم من حيث الحصة السوقية وسمعة العلامة؟
جواب: هذا سؤال مهم جداً. بما أن العلامة لها سمعة قوية في السوق وثقة من الزبائن، لسنا بحاجة لبذل جهد كبير لإعادة ترسيخها. نستهدف حوالي 20% من الحصة السوقية في البداية، ونحن واثقون من تحقيق ذلك بفضل تشكيلتنا الواسعة وقبول العملاء.
خدمات ما بعد البيع
سؤال: خدمات ما بعد البيع عامل حاسم للزبائن. ما خططكم لتعزيز شبكة التوزيع وخدمات ما بعد البيع في الجزائر؟
جواب: هذا سؤال مهم. سأكشف لك رقماً حصرياً: سيكون لدينا 46 وكالة للبيع والخدمة تغطي أكثر من 36 ولاية. وهذا سيضمن أعلى جودة في الخدمة، أفضل التجهيزات، وأفضل الأيدي العاملة المدربة من طرف هيونداي، إضافةً إلى توافر قطع الغيار.
هيونداي تدير توافر القطع بشكل مختلف عن باقي العلامات، حيث نملك مستودعات إقليمية لقطع الغيار هنا في شمال إفريقيا، فلا حاجة لطلبها من كوريا أو الهند.
النماذج في السنة الأولى
سؤال: بخصوص النماذج الخمسة (3 سياحية + 2 نفعية خفيفة)، هل ستبدؤون بها كلها مباشرة أم تدريجياً؟
جواب: ربما نبدأ بثلاثة نماذج لعدة أشهر، ثم ننتقل إلى الخمسة كاملة.
سؤال: إذن في السنة الأولى ستبدؤون بثلاثة نماذج؟
جواب: ربما، هذا يعتمد على جاهزية المصنع وترتيبات الأجزاء والمكونات.
من خلال هذا المشروع الصناعي، تؤكد هيونداي التزامها بالجزائر كسوق استراتيجي في إفريقيا، ليس فقط عبر الاستثمار المالي، بل أيضاً عبر نقل التكنولوجيا، تطوير الموردين المحليين، وتكوين الموارد البشرية الجزائرية.
وفي ختام هذه المقابلة، يتوجه موقع Autobip.com بالشكر الجزيل إلى السيد طارق إسماعيل مسعد ، مدير مجموعة المبيعات والتخطيط في شركة هيونداي موتورز، وإلى الشركة الكورية العملاقة على هذه الفرصة الحصرية.