إستيراد/تصنيع السيارات : 2020 سنة بيضاء للقطاع ؟
لا يختلف إثنان على أن سوق السيارات في الجزائر يشهد ركودا دام لأكثر من عام و نصف على الأقل , و ما زاد الطين بلة هو جائحة كورونا التي خلطت كل الأوراق و أدت إلى تأجيل و حتى إلغاء العديد من القرارات المتعلقة بقطاع السيارات في الجزائر .
بوادر أزمة السيارات
و كانت مصانع التركيب هي الأولى التي مستها القرارات المتخذة في سنة 2020 , حيث تم تسريح قطع التركيب الخاصة بها للمرة الأخيرة , ليتم غلقها بعد تركيب هاته القطع و طرحها في السوق , و لكن لم تتوقف الأمور هنا , حتى بعد تسريح القطع تأخرت بعض المصانع في إستئناف عملية التركيب بسبب المشاكل التي عانتها مع العمال .
و من جهة أخرى , لم يتم تسريح قطع مصانع أخرى , لسبب أو لآخر تجهله حتى الأطراف المعنية , ما أدى إلى تأخر تسليم طلبات الزبائن إلى غاية كتابة هاته الأسطر و دخول المصانع في أزمة إقتصادية أدت إلى غلقها و تسريح عدد معتبر من العمال .
سيارات جديدة غائبة عن الوكالات و متوفرة في السوق !
و الغريب في الأمر هو أن بعض العلامات التي قامت بتركيب ما تبقى لها من القطع , تتوفر سياراتها للبيع في مواقع البيع و الشراء الجزائرية و الأسواق بترقيم 2020 , و هذا دون توفرها في وكالات البيع الرسمية , هذا ما أدى إلى إرتفاع أسعار هاته السيارات بصفة خيالية , كونها الوحيدة الجديدة المتوفرة في السوق .
تسريح القطع لا يعني عودة التركيب ؟
و في سياق آخر , بعد دفتر الشروط الجديد الذي يلغي دفتر الشروط القديم حسب المادة 25 التي تلغى أحكام المرسوم التنفيذي رقم 17-344 المؤرخ في 28 نوفمر 2017 الذي يحدد شروط وكيفيات ممارسة نشاط إنتاج المركبات وتركيبها , فإنه حتى و إن تم تسريح القطع بعد صدور دفتر الشروط الجديد , لن تتمكن المصانع الحالية بتركيب القطع .
2020 سنة بدون سيارات جديدة للجزائر
هذا ما أدى إلى غياب كلي ( تقريبا ) , للسيارات الجديدة في الوكلات الرسمية , و خلق إرتفاع جنوني في أسعار السيارات تماشيا مع إرتفاع الطلب و إنخفاض العرض , ضف إلى ذلك تأخر إستيراد السيارات الجديدة و حتى المستعملة الذي تم تجميد مشروع إستيرادها إلى غاية الفصل فيه خلال إجتماع مجلس الوزراء القادم .
حديثا عن إستيراد السيارات , و كما ذكرنا سابقا فإن مختلف الإجراءات المتخذة لمنح الإعتمادات و و الضوء الأخضر للوكلاء , ستتخذ الكثر من الوقت ما قد يأجل عملية إستيراد السيارات الجديدة إلى غاية عام 2021 , هذا دون الحديث عن تصنيع السيارات الذي يتطلب وقتا أطول من ذلك خصوصا و أن وزير الصناعة قد صرح مسبقا انه ستمر 3 سنوات على الأقل لإنطلاق أول مصنع للسيارات في الجزائر.
قد لا يزال الوقت مبكرا عن الجزم ان سنة 2020 ستكون سنة بيضاء فيما يخص توفر السيارات الجديدة , لكن منطقيا و عند الأخذ بعين الإعتبار كل المعطيات , مع تبقي شهر و نصف على نهاية العام الجاري , فإنه من المحتمل جدا ان تكون كذلك .
