سوق السيارات في الجزائر، إلى أين ؟

يبقى مستقبل سوق السيارات الجزائري يطرح علامة استفهام كبيرة، بمستقبل غير واضح و قرارات لم تطبق بعد بسبب جائحة فيروس كورونا، حيث تسببت هاته الأخيرة في تعطيل جملة من القرارات التي كانت من شأنها إعادة بعث الحياة و لو قليلا في سوق السيارات سواء الجديدة منها او القديمة , بالإضافة إلى جال تركيب السيارات .
حيث صرح مسبقا وزير الصناعة أن الحكومة ستعمل على خفض أسعار السيارات الجديدة عن طريق فرض دفتر شروط جديد من شأنه بعث صناعة حقيقية للسيارات انطلاقا لنسبة إدماج تصل إلى 30% , مصرحا ان الجزائر ليست بحاجة إلى مصانع عديدة , بل يمكنها الاكتفاء بمصنع واحد يستوف جميع الشروط .
و من جهة أخرى , صرح وزير الصناعة أنه تم الإبقاء على نفس المقترح السابق و هو السماح باستيراد السيارات المستعملة الأقل من 3 سنوات و التي تسير على محركات بنزين فقط , معتبرا أن محركات الديزل ليست مناسبة للسوق الجزائري بسبب نوعية الوقود سابقا , و أن محركات الديزل في طريق الزوال حاليا حيث سيتم منعه من السير قريبا و تعويضه بسيارات GPL و السيارات الهجينة .
و فيما يخص سبب تأخر تطبيق هاته الإجراءات و صدور دفتر الشروط الجديد، فقد ارجعه وزير الصناعة إلى توقف العمل في البرلمان بسبب فيروس كورونا ، كما لا تريد وزارة الصناعة أن يقول البعض أن الحكومة تغتنم فرصة هذه الجائحة لتمرير القوانين الاستراتيجية.
و فيما يخص المصانع الحالية، فمنها من لا يزال ينتظر تسريح قطع التركيب للمرة الأخيرة كمصنع Renault , و مصنع Sovac Production و الذي تحصل على القليل من القطع و لكنه لم يشرع في تركيبها بعد , و منهم من تحصل على هاته القطع كمصنع Hyundai و لكن الإدارة تواجه مشاكلا مع العمال ما أدى إلى تعطيل الإنتاج , بالإضافة مصنع Kia الذي يعمل بطريقة عادية , و لكن السيارات التي يقوم بتركيبها أغلبها محجوزة من طرف الزبائن , و مصنع GMI للشاحنات الذي يعمل أيضا بطريقة عادية .
و من الجدير بالذكر أن سوق السيارات المستعملة قد شهد ارتفاعا ملحوظا خلال هاته الفترة الأخيرة، و هذا بزيادات تصل إلى ما يقارب الـ 40 او 50 مليون مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي و هذا في ضل الغياب الكلي للسيارات الجديدة .