سيارات مستعملة: بعض النصائح للنجاح في شراء سيارة في ظل أزمة السوق

"الطبيعة تكره الفراغ"، وفي غياب العرض في سوق السيارات الجديدة، أصبح سوق السيارات المستعملة البديل الوحيد تقريبًا لشراء سيارة في الجزائر. إن هذا الاحتكار الذي أصبح مهيمنا على قطاع السيارات منذ فترة، قاد سوق السيارات المستعملة نحو الجنون. والسؤال المطروح هنا: كيف يمكننا تجاوز هذا الأمر بشكل صحيح على الرغم من الأزمة ؟
يُعتبر قانون العرض والطلب أحد أهم العوامل المؤثرة في السوق، لكن عند تطبيقه على سوق السيارات في الجزائري، فإنه يتخذ أبعادًا هائلة. ويمكن تلخيص ذلك بالمبالغة في أسعار السيارات المستعملة المعروضة للبيع بغض النظر عن عمر المركبة وحالتها. بالمقابل، أصبحت عمليات الاحتيال شائعة جدا في هذا المجال. ومع ذلك، لا يزال من الممكن شراء سيارة مستعملة. في موضوعنا اليوم، نقترح عليكم عددا من النصائح للنجاح في عملية شراء سيارة.
بداية، من المهم إدراك أن العامل المشترك بين عملية شراء سيارة جديدة أو سيارة مستعملة هو كونها وسيلة نقل تلبي احتياجا معينا في حدود ميزانية مخصصة لذلك. وعلى هذا الأساس، فإن النصيحة الأولى تتمثل في أن تسأل نفسك بوضوح قبل الشروع في عملية البحث: ما هو الاحتياج الذي يجب أن تلبيه السيارة ؟ وما هي الميزانية المخصصة لذلك؟. فمن الضروري جدا لأي شخص يبحث عن سيارة تحديد احتياجاته، لأنها ستحدد نوع السيارات المستهدف من حيث الحجم/ الفئة (وفقا لعدد الأشخاص الذين سيتنقلون عن طريق السيارة بشكل دائم)، نوع الوقود (وفقا لعدد الكيلومترات المتوقع قطعها سنويا والتكلفة الناتجة عنها)، تكلفة الصيانة وطبيعة السيارة (سيارة نفعية/ سيارة شعبية/ سيارة ذات طابع رياضي/ سيارة رياضية ... الخ)، وهي عوامل مهمة يتوجب أخذها بعين الاعتبار، لأنه حتى وإن توفر المبلغ اللازم لشراء السيارة، فإن تكلفة الصيانة تختلف بشكل كبير حسب نوع السيارة. كما يبدو مفيدا أيضا اقتطاع مبلغ من الميزانية المخصصة، من أجل القيام بالتصليحات اللازمة للسيارة بعد شرائها.
لاحقا، يمكن الشروع في عملية البحث عن السيارة، وفي هذا الإطار، من المستحسن دائما الشراء من الأشخاص الموثوقين (شراء سيارة يمتلكها شخص نعرفه مسبقا أمر يدعو للاطمئنان)، وتجنب عمليات الشراء الأعمى، حيث أن الحد من الأدنى من الحذر مطلوب دائما. إجمالا، يجب وضع عمليات الصيانة المحتملة نصب عينيك، ولذلك، من الأفضل تجنب الطرازات الغريبة (النادرة)، إلا إذا كان اختيارها يرجع لسبب محدد ومعروف. وفي هذا السياق، يبدو الخيار المثالي هو اختيار طراز سيارة واسع الانتشار، نشاهده يوميا على الطرقات، ما يمثل دليلا على توفر قطع غيارها في السوق.
كما أنه من المهم جدا القيام بعمليات المعاينة والفحص الضرورية للسيارة قبل شرائها، لدى كل من الميكانيكي ومصلح هيكل السيارات، إلى جانب مراقبة عداد الكيلومترات لدى اختصاصي، وذلك لاكتشاف أي عيوب من الممكن إخفاؤها في السيارة.
من جهة أخرى، فإنه من ضمن المحاذير الإضافية الواجب الانتباه لها لتفادي الوقوع ضحية لعملية نصب واحتيال، تجنب السيارات التي لم تبق لفترة طويلة لدى مالكها، على الأقل لمدة سنتين إلى 3 سنوات مثلا، فعموما، كلما بقيت السيارة لدى مالكها لفترة أطول، كلما كان ذلك أفضل. وإذا كان المالك هو نفسه المشتري الأول للسيارة من الوكالة، فإن ذلك أفضل وأفضل (سيارة لم يتغير مالكها أبدا). من المهم جدا توخي الحيطة والحذر عند القيام بمعاملات الشراء نفسها، فإذا تم الاتفاق على دفع المبلغ نقدا، لا تتنقل وحيدا وبحوزتك المبلغ كاملا، انتبه لقيامك بحساب المبلغ النقدي في مكان آمن وتأكّد من صحة وثائق السيارة.
وبعد الشراء، لا تنسَ إعادة إصدار جميع الوثائق باسم المالك الجديد للسيارة (بما في ذلك وثائق التأمين والمراقبة التقنية، حتى وإن كانت صلاحية تواريخ هذه الوثائق ما تزال سارية المفعول).
في الخلاصة، إن النجاح في عملية شراء سيارة مستعملة يرجع أساسا إلى التفكير السليم، تذكّر دائما، عندما تجد سيارة معروضة للبيع بسعر يبدو أكثر من مناسب، عليك بمضاعفة الحذر.