السائقون الشباب : خطر حقيقي أم مجرد اتهامات ؟
تاريخ النشر : 2013-08-25

لقد عرف مجتمعنا منذ عقد ارتفاعا محسوسا في القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة تيسير اقتناء مختلف وسائل الراحة المتوفرة في الحياة الحديثة على غرار وسائل النقل الشخصية (سيارات سياحية)، و هذا ما يؤدي إلى الارتفاع المتزايد في عدد السائقين لا سيما الأصغر سنا... !
لطالما كان هؤلاء السائقون الشباب منتقدين لأنهم يعتبرون في أعين غيرهم غير واعين و غير ناضجين للجلوس وراء عجلة القيادة، فأصابع الإتهام موجهة دائما نحوهم من قبل المجتمع و السلطات و يعتبرونهم السبب الرئيس وراء المجازر التي تحدث في طرقاتنا !
هل هذا صحيح أم أنه مجرد ذريعة للتستر على عدم كفاءة المصالح المسؤولة عن السلامة على الطرق ؟
عندما تواصلنا مع الشباب باعتبارهم المعنيين الأساسيين بهذا الموضوع، لاحظنا شغف معظمهم بالسيارات القوية و عشقهم للسرعة و المنافسة، إلا أن حب القيادة الرياضية لا يعتبر، حسبهم، عملا انتحاريا.
أخبرنا ب.وليد صاحب 22 عاما أنه غالبا ما يخرج في الليل مع بعض من أصدقائه للتمتع بالطريق الخالي من السيارات لكن باتخاذ بعض الاحتياطات :
-نحن لا نقود إلا على الطرقات التي تتوفر على الحد الأدنى من الأمن كالطريق السريع الساحلي للجزائر العاصمة، كما أننا لا نستعمل السرعة إلا بعد التأكد من عدم وجود سيارة أخرى أمامنا أو خلفنا ! و يؤكد هذا الشاب و أصدقاؤه أنهم ليسوا وحدهم من يقومون بمثل هذه العادات الليلية، و أنهم لا يملكون خيارا آخرا سوى ممارسة شغفهم على الطرقات السريعة.
و فعلا، لا يوجد أي مكان خاص بهذا الغرض في الجزائر بأكملها و لا هيئة رسمية باستثناء الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية التي تعاني من نهميش تام من قبل السلطات، ما يجعلها عاجزة على توفير الإمكانيات اللازمة لتأطير هؤلاء الشباب الذين لم يطلبوا غير ممارسة شغفهم بشكل قانوني و آمن. نحن متأكدون أن الرياضات الميكانيكية و السيارات بشكل عام تجذب الناس بشكل متزايد، و هذا ما لاحطناه من خلال عدة أحداث خاصة بالسيارات و التي استقطبت أعدادا هائلة من الناس (التجمع الخاص بالسيارات المعدلة المنظم من قبل موقع AUTOBIP في شهر جوان المنصرم أفضل مثال على ذلك)، و بالتالي يمكننا العمل على تحسين السلامة المرورية من خلال تصليح طرقاتنا المتدهورة و الضيقة و تحسين الضوابط التقنية على السيارات و الشاحنات القديمة التي لا زالت تسير على طرقاتنا يوميا بدلا من إلقاء اللوم، في كل مرة، على هذه الفئة أو تلك من السائقين.
إن القيادة المتهورة خطر حقيقي، لكن هذا المشكل لا يتعلق بالشباب فقط بل بالعكس، فالسائقون الجدد يمتازون بالوعي و اليقظة ،في حين لا أحد يتحدث عن السائقين الذين تجاوزت رخص قيادتهم العشر سنوات و الذين أصبحوا لا يملكون ردود أفعال سريعة، و تبقى الأرقام و وسائل الإعلام تلقي اللوم على السائقين الشباب لأنه لا يمكننا أن ننكر كونهم أول ضحايا حوادث المرور إلا أنه من الضروري أن نوضح أن 50 من سكان الجزائر لا يتجاوزون 25 سنة، بالتالي من الطبيعي تماما أن تكون هذه الشريحة الأكثر عرضة لحوادث المرور أو مشاكل أخرى بل إن الشباب هم ضحايا هذه الحوادث قبل أن يكونوا مسؤولين عنها !
لطالما كان هؤلاء السائقون الشباب منتقدين لأنهم يعتبرون في أعين غيرهم غير واعين و غير ناضجين للجلوس وراء عجلة القيادة، فأصابع الإتهام موجهة دائما نحوهم من قبل المجتمع و السلطات و يعتبرونهم السبب الرئيس وراء المجازر التي تحدث في طرقاتنا !
هل هذا صحيح أم أنه مجرد ذريعة للتستر على عدم كفاءة المصالح المسؤولة عن السلامة على الطرق ؟
عندما تواصلنا مع الشباب باعتبارهم المعنيين الأساسيين بهذا الموضوع، لاحظنا شغف معظمهم بالسيارات القوية و عشقهم للسرعة و المنافسة، إلا أن حب القيادة الرياضية لا يعتبر، حسبهم، عملا انتحاريا.
أخبرنا ب.وليد صاحب 22 عاما أنه غالبا ما يخرج في الليل مع بعض من أصدقائه للتمتع بالطريق الخالي من السيارات لكن باتخاذ بعض الاحتياطات :
-نحن لا نقود إلا على الطرقات التي تتوفر على الحد الأدنى من الأمن كالطريق السريع الساحلي للجزائر العاصمة، كما أننا لا نستعمل السرعة إلا بعد التأكد من عدم وجود سيارة أخرى أمامنا أو خلفنا ! و يؤكد هذا الشاب و أصدقاؤه أنهم ليسوا وحدهم من يقومون بمثل هذه العادات الليلية، و أنهم لا يملكون خيارا آخرا سوى ممارسة شغفهم على الطرقات السريعة.
و فعلا، لا يوجد أي مكان خاص بهذا الغرض في الجزائر بأكملها و لا هيئة رسمية باستثناء الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية التي تعاني من نهميش تام من قبل السلطات، ما يجعلها عاجزة على توفير الإمكانيات اللازمة لتأطير هؤلاء الشباب الذين لم يطلبوا غير ممارسة شغفهم بشكل قانوني و آمن. نحن متأكدون أن الرياضات الميكانيكية و السيارات بشكل عام تجذب الناس بشكل متزايد، و هذا ما لاحطناه من خلال عدة أحداث خاصة بالسيارات و التي استقطبت أعدادا هائلة من الناس (التجمع الخاص بالسيارات المعدلة المنظم من قبل موقع AUTOBIP في شهر جوان المنصرم أفضل مثال على ذلك)، و بالتالي يمكننا العمل على تحسين السلامة المرورية من خلال تصليح طرقاتنا المتدهورة و الضيقة و تحسين الضوابط التقنية على السيارات و الشاحنات القديمة التي لا زالت تسير على طرقاتنا يوميا بدلا من إلقاء اللوم، في كل مرة، على هذه الفئة أو تلك من السائقين.
إن القيادة المتهورة خطر حقيقي، لكن هذا المشكل لا يتعلق بالشباب فقط بل بالعكس، فالسائقون الجدد يمتازون بالوعي و اليقظة ،في حين لا أحد يتحدث عن السائقين الذين تجاوزت رخص قيادتهم العشر سنوات و الذين أصبحوا لا يملكون ردود أفعال سريعة، و تبقى الأرقام و وسائل الإعلام تلقي اللوم على السائقين الشباب لأنه لا يمكننا أن ننكر كونهم أول ضحايا حوادث المرور إلا أنه من الضروري أن نوضح أن 50 من سكان الجزائر لا يتجاوزون 25 سنة، بالتالي من الطبيعي تماما أن تكون هذه الشريحة الأكثر عرضة لحوادث المرور أو مشاكل أخرى بل إن الشباب هم ضحايا هذه الحوادث قبل أن يكونوا مسؤولين عنها !

