سوق السيارات في الجزائر: اللاعقلانية تسيطر على سوق السيارات المستعملة
الطبيعة تكره الفراغ، وفي غياب أي عروض متعلقة ببيع السيارات الجديدة، أصبح سوق السيارات المستعملة البديل الوحيد المُتاح أمام المواطن الراغب باقتناء سيارة، بالمقابل فإن احتكار العرض على سوق السيارات المستعملة، والذي طال أمدُه، أضفى عليه طابع اللاعقلانية.
يُمثل قانون العرض والطلب قاعدة أساسية في عالم التجارة، لكن عند تطبيقه على سوق السيارات في الجزائر، فإنه يتخذ أبعادًا هائلة. وخلاصة الأمر، أن أسعار السيارات المستعملة مبالغ فيها بغض النظر عن عمر السيارة وحتى حالتها.
من جهة، فإنه بالنظر لغياب أي عروض خاصة ببيع السيارات الجديدة، أصبح الأشخاص الراغبين والمستعدين لبيع سياراتهم عملة نادرة، وبالنتيجة أضحت السيارات المعروضة للبيع قليلة العدد ومرتفعة الثمن.
ومن جهة أخرى، انتهز الأشخاص، الذين قرروا بيع سياراتهم على أي حال، هذه الفرصة لطلب أسعار مرتفعة، وساعدهم على ذلك وجود أشخاص يحتاجون فعلا لوسيلة نقل، ولا تتوفر أمامهم خيارات أخرى سوى القبول بهذه الأسعار، خاصة إذا كانت ضمن قدرتهم المالية.
وبالتالي، خرج سوق السيارات المستعملة عن السيطرة، بل إن الأمر استمر لفترة طويلة، بالنظر إلى أن سوق السيارات الجديدة لا يزال يغط في سبات عميق.
في الختام، حتى وإن كان شراء سيارة مستعملة بديلا مُتاحا، فإنه لم يكن على هذه الدرجة من الصعوبة في يوم من الأيام، وعلى كل حال، إذا كنتم قد اتخذتم قراركم بشراء سيارة مستعملة، نقدم إليكم بعض النصائح الواجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار السيارة.
